فصل: ومن خلفاء بني عدي بن كعب ومواليهم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 ومن خلفاء بني عدي بن كعب ومواليهم

 عامر بن ربيعة بن مالك

ابن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وكان حليفا للخطاب بن نفيل وكان الخطاب لما حالفه عامر بن ربيعة تبناه وادعاه إليه فكان يقال له عامر بن الخطاب حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم فرجع عامر إلى نسبه فقيل عامر بن ربيعة وهو صحيح النسب في وائل قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم عامر بن ربيعة قديما قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعوا فيها قالوا وهاجر عامر بن ربيعة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا ومعه امرأته ليلى بنت أبي حشمة العدوية قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن عمر بن حفص عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال ما قدم أحد المدينة للهجرة قبلي إلا أبو سلمة بن عبد الأسد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال ما قدمت ظعينة المدينة أول من ليلى بنت أبي حثمة يعني زوجته قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن ربيعة ويزيد بن المنذر بن سرح الأنصاري وكان عامر بن ربيعة يكنى أبا عبد الله وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن أبي بكر وعمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني وخالد بن مخلد البجلي قالا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان عامر بدريا قال قال عامر بن ربيعة يصلي من الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان فصلى من الليل ثم نام فأتي في المنام فقيل له قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى ثم اشتكى فما أخرج به إلا جنازة قال محمد بن عمر كان موت عامر بن ربيعة بعد قتل عاقل بن أبي البكير ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان اسم عاقل غافلا فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلا وكان أبو البكير بن عبد ياليل حالف في الجاهلية نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب فهو وولده حلفاء بني نفيل وكان أبو معشر ومحمد بن عمر يقولان بن أبي البكير وكان موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد الكلبي يقولون بن البكير قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم عاقل وعامر وإياس وخالد بنو أبي البكير بن عبد ياليل جميعا في دار الأرقم وهم أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خرج عاقل وخالد وعامر وإياس بنو أبي البكير من مكة إلى المدينة للهجرة فأوعبوا رجالهم ونساؤهم فلم يبق في دورهم أحد حتى غلقت أبوابهم فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل بن أبي البكير وبين مبشر بن عبد المنذر وقتلا جميعا ببدر ويقال بل آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عاقل بن أبي البكير ومجذر بن زياد وقتل عاقل بن أبي البكير يوم بدر شهيدا وهو بن أربع وثلاثين سنة قتله مالك بن زهير الجشمي أخو أبي أسامة خالد بن أبي البكير ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خالد بن أبي البكير وبين زيد بن الدثنة وشهد خالد بن أبي البكير بدرا وأحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا في صفر سنة أربع من الهجرة وكان يوم قتل بن أربع وثلاثين سنة وله يقول حسان بن ثابت‏:‏

ألا ليتني فيها شهدت بن طارق ** وزيدا وما تغني الأماني ومرثدا

فدافعت عن حبي خبيب وعاصم وكان شفاء لو تداركت خالدا

 إياس بن أبي البكير

ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إياس بن أبي البكير والحارث بن خزمة وشهد إياس بن أبي البكير بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن أبي البكير وثابت بن قيس بن شماس وشهد عامر بن أبي البكير بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

 واقد بن عبد الله

ابن عبد مناة بن عزيز بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم وكان حليفا للخطاب بن نفيل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم واقد بن عبد الله التميمي قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر واقد بن عبد الله التميمي من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين واقد بن عبد الله التميمي وبشر بن البراء بن معرور وشهد واقد بن عبد الله مع عبد الله بن جحش سريته إلى نخلة وقتل يومئذ عمرو بن الحضرمي فقالت اليهود عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد وقدت الحرب قال محمد بن عمر وتفاءلوا بذلك فكان كل ذلك من الله على يهود وشهد واقد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في أول خلافة عمر بن الخطاب وليس له عقب‏.‏

 خولي بن أبي خولي

واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران واسمه الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن مذحج وكان حليفا للخطاب بن نفيل بن عبد العزى أبي عمر بن الخطاب من بني عدي بن كعب أجمعوا جميعا لا اختلاف بينهم أن خولي بن أبي خولي شهد بدرا وقال أبو معشر ومحمد بن عمر عن رجالهم من أهل المدينة وغيرهم وشهد بدرا مع الخولي ابنه ولم يسمياه لنا وأما محمد بن إسحاق فقال شهدها مع أخيه مالك بن أبي خولي وهما من جعفي وأما موسى بن عقبة فقال شهدها خولي بن أبي خولي وأخوه هلال بن أبي خولي حليفان لهم وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فذكر في كتابه كتاب النسب أنه شهد بدرا خولي بن خولي ونسبه هذا النسب الذي نسبناه إليه قال وشهدها معه أخواه هلال وعبد الله ابنا أبي خولي وشهد خولي بن أبي خولي بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات في خلافة عمر بن الخطاب وذكر محمد بن إسحاق أن أخاه مالك بن أبي خولي الذي شهد في روايته بدرا مات في خلافة عثمان بن عفان

  مهجع بن صالح مولى عمر بن الخطاب

ويقال إنه من أهل اليمن أصابه سبي فمن عليه عمر بن الخطاب وكان من المهاجرين الأولين وقتل يوم بدر بين الصفين لا عقب له قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من استشهد من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال محمد بن عمر وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري قالا كان أول قتيل قتل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي

ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

 خنيس بن حذافة

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ضعيفة بنت حذيم بن سعيد بن رئاب بن سهم ويكنى خنيس أبا حذافة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم خنيس بن حذافة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قالوا وهاجر خنيس إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي ولم يذكر ذلك موسى بن عقبة وأبو معشر وكان خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر خنيس بن حذافة من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر وشهد خنيس بدرا ومات على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وصلى عليه رسول الله ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون وليس لخنيس عقب رجل واحد

ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي

 عثمان بن مظعون

ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا السائب وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح وكان لعثمان من الولد عبد الرحمن والسائب وأمهما خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا جميعا في ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها قالوا وهاجر عثمان بن مظعون إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال أخبرنا عمر بن سعيد عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية وقال في الجاهلية إني لا أشرب شيئا يذهب عقلي ويضحك بي من هو أدنى مني ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر عليه رجل فقال حرمت الخمر وتلا عليه الآية فقال تبا لها قد كان بصري فيها ثابتا قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويعلى بن عبيد الطنافسي قالا أخبرنا الإفريقي عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبي أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أحب أن ترى امرأتي قال محمد بن يزيد عريتي وقال يعلى بن عبيد عورتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم قال أستحيي من ذلك وأكرهه قال إن الله جعلها لك لباسا وجعلك لها لباسا وأهلي يرون عريتي في حديث محمد بن يزيد وفي حديث يعلى عورتي وأنا أرى ذلك منهم قال أنت تفعل ذلك يا رسول الله قال نعم قال فمن بعدك فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بن مظعون لحيي ستير قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن بن شهاب أن عثمان بن مظعون أراد أن يختصي ويسيح في الأرض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس لك في أسوة حسنة فأنا آتي النساء وآكل اللحم وأصوم وأفطر إن خصاء أمتي الصيام وليس من أمتي من خصى أو اختصى قال أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن له في ذلك لاختصى قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إسرائيل قال وأخبرنا الحسن بن موسى قال أخبرنا زهير قال أخبرنا أبو إسحاق عن أبي بردة دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها ما لك فما في قريش أغنى من بعلك قالت ما لنا منه شيء أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له فلقيه فقال يا عثمان بن مظعون أما لك بي أسوة فقال يا بأبي وأمي وما ذاك قال تصوم النهار وتقوم الليل قال إني لأفعل قال لا تفعل إن لعينيك عليك حقا وإن لجسدك حقا وإن لأهلك حقا فصلي ونم وصم وأفطر قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها مه قالت أصابنا ما أصاب الناس أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا معاوية بن عياش الجرمي عن أبي قلابة أن عثمان بن مظعون أتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه فقال يا عثمان إن الله لم يبعثني بالرهبانية مرتين أو ثلاثا وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني عبد الملك بن قدامة عن أبيه وعن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة بن مظعون عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون أنه قال يا رسول الله إني رجل تشق علي هذه العزبة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي قال لا ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنه مجفر قال إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس والمجفر الذي إذا أتى النساء فإذا قام انقطع ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا يونس بن محمد الظفري عن أبيه قال وحدثني محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالا نزل عثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث حين هاجروا من مكة إلى المدينة على عبد الله بن سلمة العجلاني قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مجمع بن يعقوب عن أبيه قال نزلوا على حزام بن وديعة قال محمد بن عمر وآل مظعون ممن أوعب في الخروج إلى الهجرة رجالهم ونساؤهم ولم يبق منهم بمكة أحد حتى غلقت دورهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أم العلاء قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون معه المدينة في الهجرة فتشاحت الأنصار فيهم أن ينزلوهم في منازلهم حتى اقترعوا عليهم فطار لنا عثمان بن مظعون على القرعة تعني وقع في سهمنا قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون وإخوته موضع دارهم اليوم بالمدينة قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون وأبي الهيثم بن التيهان وشهد عثمان بن مظعون بدرا ومات في شعبان على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة قال أخبرنا عمر بن سعد أبو داود الحفري ووكيع بن الجراح وأبو نعيم ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان بن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت قال فرأيت دموع النبي صلى الله عليه وسلم تسيل على خد عثمان بن مظعون قال أخبرنا الفضل بن دكين عن خالد بن إلياس عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص عن عبد الله بن عثمان بن الحارث بن الحكم أن عثمان بن مظعون مات فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه أربع تكبيرات قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لأصحابه مقبرة يدفنون فيها فكان قد جاء نواحي المدينة وأطرافها قال ثم قال أمرت بهذا الوضع يعني البقيع وكان يقال له بقيع الحبخبة وكان أكثر نباته الغرقد وبه نجال كثيرة والنجل النز وأثل وطرفاء وبه بعوض كالدخان إذا أمسوا فكان أول من قبر هناك عثمان بن مظعون فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرا عند رأسه وقال هذا فرطنا فكان إذا مات الميت بعده قيل يا رسول الله أين تدفنه فيقول رسول الله عند فرطنا عثمان بن مظعون قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن أسامة بن زيد عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال رأيت قبر عثمان بن مظعون وعنده شيء مرتفع يعني كأنه علم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال أول من دفن بالبقيع من المسلمين عثمان بن مظعون فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن عند موضع الكبا اليوم عند دار محمد بن الحنفية قال محمد بن عمر والكبا الكناسة قال أخبرنا محمد بن عمر ومعن بن عيسى قالا أخبرنا مالك بن أنس عن أبي النضر قال لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت ولم تلبس منها بشيء يعني الدنيا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قال وأخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان عن إبراهيم بن سعد قال أخبرنا بن شهاب عن خارجة بن زيد عن أم العلاء امرأة من نسائهم قد كانت بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم فمرضناه حتى إذا توفي جعلنا في أثوابه فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أذهب عنك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقلت له لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فمن قال أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير وإني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي قالت فمن بأبي وأمي فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا قالت فأحزنني ذلك فنمت فأريت لعثمان عينا تجري قالت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذلك عمله قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس قال لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضبان فقال لها وما يدريك فقالت يا رسول الله فارسك وصاحبك فقال والله إني لرسول الله فما أدري ما يفعل بي ولا به فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك لمثل عثمان بن مظعون وهو من أفضلهم فلما ماتت قال يزيد زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عفان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال سليمان بن حرب ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون قال يزيد بن هارون في حديثه فبكت النساء فجعل عمر بن الخطاب يضربهن بسوطه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال مهلا يا عمر ثم قال ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال توفي عثمان بن مظعون فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عجوزا تقول وراء جنازته هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك فقالت يا رسول الله أبو السائب قال والله ما نعلم إلا خيرا ثم قال بحسبك أن تقولي كان يحب الله ورسوله قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال لما توفي عثمان بن مظعون وفاة لم يقتل هبط من نفسي هبطة ضخمة فقلت انظروا إلى هذا الذي كان أشدنا تخليا من الدنيا ثم مات ولم يقتل فلم يزل عثمان بتلك المنزلة من نفسي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ويك إن خيارنا يموتون ثم توفي أبو بكر فقلت ويك إن خيارنا يموتون فرجع عثمان في نفسي إلى المنزلة التي كان بها قبل ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت سعد قالت نزل في قبر عثمان بن مظعون والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على شفير القبر عبد الله بن مظعون وقدامة بن مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال لما مات عثمان بن مظعون دفن بالبقيع فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء فوضع عند رأسه وقال هذا علامة قبره يدفن إليه يعني من مات من بعده قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن قدامة عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالت كان عثمان بن مظعون وإخوته متقاربين في الشبه كان عثمان شديد الأدمة ليس بالقصير ولا بالطويل كبير اللحية عريضها وكذلك صفة قدامة بن مظعون إلا أن قدامة كان طويلا وكانت كنية عثمان أبا السائب ‏.‏

 عبد الله بن مظعون

ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه سخيلة بنت العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا محمد قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم عبد الله وقدامة ابنا مظعون قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها قالوا وهاجر عبد الله بن مظعون إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن مظعون وسهل بن عبيد الله بن المعلى الأنصاري وشهد عبد الله بن مظعون بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو بن ستين سنة قدامة بن مظعون ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا عمر وأمه غزية بنت الحويرث بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمح وكان لقدامة من الولد عمر وفاطمة وأمها هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وعائشة أمها فاطمة بنت أبي سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشية من خزاعة وحفصة وأمها أم ولد ورملة وأمها صفية بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب أخت عمر بن الخطاب وهاجر قدامة إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وشهد قدامة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني قدامة بن موسى عن أبيه عن عائشة بنت قدامة قالت توفي قدامة بن مظعون سنة ست وثلاثين وهو بن ثمان وستين سنة وكان لا يغير شيبه‏.‏

 السائب بن عثمان

ابن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وأمها ضعيفة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وهاجر السائب بن عثمان إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السائب بن عثمان وبين حارثة بن سراقة الأنصاري وقتل حارثة ببدر شهيدا وكان السائب بن عثمان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد السائب بن عثمان بدرا في رواية محمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن شهد عنده بدرا وكان هشام بن محمد بن السائب الكلبي يقول الذي شهد بدرا هو السائب بن مظعون أخو عثمان بن مظعون لأبيه وأمه قال محمد بن سعد وذلك عندنا منه وهل لأن أصحاب السيرة ومن يعلم المغازي يثبتون السائب بن عثمان بن مظعون فيمن شهدا بدرا وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد يوم اليمامة وأصابه يومئذ سهم وكانت اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة فمات السائب بعد ذلك من ذلك السهم وهو بن بضع وثلاثين سنة‏.‏

 معمر بن الحارث بن معمر

ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم معمر بن الحارث قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قال وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث ومعاذ بن عفراء وشهد معمر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب خمسة نفر

ومن بني عامر بن لؤي

 أبو سبرة بن أبي رهم

ابن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه برة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان لأبي سبرة من الولد محمد وعبد الله وسعد وأمهم أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان أبو سبرة من مهاجرة الحبشة الهجرتين جميعا وكانت معه في الهجرة الثانية امرأته أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو وذكر ذلك محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي سبرة بن أبي رهم وبين سلمة بن سلامة بن وقش قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر أبو سبرة بن أبي رهم من مكة إلى المدينة نزل على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح قالوا وشهد أبو سبرة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله وكان قد رجع إلى مكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلها فكره ذلك له المسلمون وولده ينكرون ذلك ويدفعونه أن يكون رجع إلى مكة فنزلها بعد أن هاجر منها وتوفي أبو سبرة بن أبي رهم في خلافة عثمان بن عفان‏.‏

  عبد الله بن مخرمة

ابن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا محمد وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن ثعلبة بن مالك بن كنانة قال أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت عبد الله بن أبي عبيدة يسأل رجلا من ولد عبد الله بن مخرمة فقال كان عبد الله يكنى أبا محمد وكان له من الولد مساحق وأمه زينب بنت سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رياح بن قراط بن رزاح بن عدي بن كعب وهو أبو نوفل بن مساحق وله بقية وعقب بالمدينة قالوا وهاجر عبد الله بن مخرمة إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن عمر وأما في رواية محمد بن إسحاق فذكره في الهجرة الثانية ولم يذكره في الهجرة الأولى وأما موسى بن عقبة وأبو معشر فلم يذكراه في الأولى ولا في الثانية قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عبد الله بن مخرمة من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن مخرمة وفروة بن عمرو بن وذفة من بني بياضة وشهد عبد الله بن مخرمة بدرا وهو بن ثلاثين سنة وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليمامة وقتل يومئذ شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وهو بن إحدى وأربعين سنة‏.‏

 حاطب بن عمرو

أخو سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه أسماء بنت الحارث بن نوفل من أشجع وكان لحاطب من الولد عمرو بن حاطب وأمه ريطة بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم حاطب بن عمرو قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قالوا وهاجر حاطب بن عمرو إلى أرض الحبشة في الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكر ذلك موسى بن عقبة وأبو معشر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سليط بن مسلم العامري عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه قال أول من قدم أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس في الهجرة الأولى قال محمد بن عمر وهذا الثبت عندنا قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال لما هاجر حاطب بن عمرو من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر أخي لبابة بن عبد المنذر قالوا وشهد حاطب بن عمرو بدرا في روايتهم جميعا وذكر موسى بن عقبة في كتابه أن أخاه سليط بن عمرو شهد معه بدرا ولم يذكر ذلك غيره وليس بثبت وشهد حاطب أحدا ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا سهيل وأمه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي وهاجر عبد الله بن سهيل إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر ثم رجع إلى مكة فأخذه أبوه فأوثقه عنده وفتنه في دينه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عطاء بن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه قال خرج عبد الله بن سهيل إلى نفير بدر مع المشركين وهو مع أبيه سهيل بن عمرو في نفقته وحملاته ولا يشك أبوه أنه قد رجع إلى دينه فلما التقى المسلمون والمشركون ببدر وتراءى الجمعان انحاز عبد الله بن سهيل إلى المسلمين حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل القتار فشهد بدرا مسلما وهو بن سبع وعشرين سنة فغاظ ذلك أباه سهيل بن عمرو غيظا شديدا قال عبد الله فجعل الله عز وجل لي وله في ذلك خيرا كثيرا وشهد عبد الله بن سهيل أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد اليمامة وقتل بها شهيدا يوم جواثا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وهو بن ثمان وثلاثين سنة وليس له عقب فلما حج أبو بكر الصديق في خلافته أتاه سهيل بن عمرو بمكة فغزاه أبو بكر بعبد الله فقال سهيل لقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يشفع الشهيد لسبعين من أهله فأنا أرجو ألا يبدأ أبي بأخذ قبلي مولى سهيل بن عمرو ويكنى أبا عمرو وكان من مولدي مكة وكان موسى بن عقبة وأبو معشر ومحمد بن عمر يقولون عمير بن عوف وكان محمد بن إسحاق يقول عمرو بن عوف قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عمير بن عوف من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وشهد عمير بن عوف بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليط بن عمرو عن أهله قالوا مات عمير بن عوف بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب وصلى عليه عمر‏.‏

 وهب بن سعد بن أبي سرح

ابن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهو أخو عبد الله بن سعد وأمها مهانة بنت جابر من الأشعريين قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر وهب بن سعد من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين وهب بن سعد وسويد بن عمرو وقتلا جميعا يوم مؤتة شهيدين وشهد وهب بن سعد بدرا في رواية موسى بن عقبة وأبي معشر ومحمد بن عمر ولم يذكره محمد بن إسحاق في كتابه فيمن شهد بدرا وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق والحديبية وخيبر وقتل يوم مؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وكان يوم قتل بن أربعين سنة‏.‏

ومن حلفاء بني عامر بن لؤي من أهل اليمن‏.‏

 سعد بن خولة

حليف لهم من أهل اليمن ويكنى أبا سعيد هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق ومحمد بن عمر وقال أبو معشر سعد بن خولي حليف لهم من أهل اليمن قال محمد بن سعد وسمعت من يذكر أنه ليس بحليف وأنه مولى أبي رهم بن عبد العزى العامري وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر سعد بن خولة من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وشهد سعد بن خولة بدرا وهو بن خمس وعشرين سنة وشهد أحدا والخندق والحديبية وهو زوج سبيعة بنت الحارث الأسلمية التي ولدت بعد وفاته بيسير فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انكحي من شئت وكان سعد بن خولة قد خرج إلى مكة فمات بها فلما كان عام الفتح مرض سعد بن أبي وقاص فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده لما قدم من الجعرانة معتمرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا ترددهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره لمن هاجر من مكة أن يرجع إليها أو يقيم بها أكثر من انقضاء نسكه قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن السائب بن يزيد عن العلاء بن الحضرمي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما هي ثلاث يقيمها المهاجر بعد الصدر بمكة ومن بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وهم آخر بطون قريش‏.‏

 أبو عبيدة بن الجراح

واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن عميرة وأمها دعد بنت هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر وكان لأبي عبيدة من الولد يزيد وعمير وأمهما هند بنت جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي فدرج ولد أبي عبيدة بن الجراح فليس له عقب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم أبو عبيدة بن الجراح مع عثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وأصحابهم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قالوا وهاجر أبو عبيدة إلى أرض الحبشة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر أبو عبيدة بن الجراح من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة قال محمد بن عمر وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة وشهد أبو عبيدة بدرا وأحدا وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم الناس وولوا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة عن عائشة قالت سمعت أبا بكر يقول لما كان يوم أحد ورمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه حتى دخلت في أجنتيه حلقتان من المغفر فأقبلت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا فقلت اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أبو عبيدة بن الجراح قد بدرني فقال أسألك بالله يا أبا بكر ألا تركتني فأنزعه من وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر فتركته فأخذ أبو عبيدة بثنية إحدى حلقتي المغفر فنزعها وسقط على ظهره وسقطت ثنية أبي عبيدة ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنية الأخرى فسقطت فكان أبو عبيدة في الناس أثرم قالوا وشهد أبو عبيدة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من علية أصحابه وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي القصة سرية في أربعين رجلا قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا داود بن قيس ومالك بن أنس قالا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح سرية في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة بساحل البحر وهي غزوة الخبط قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عبيدة بن الجراح ونحن ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وزودنا جرابا من تمر فأعطانا منه قبضة قبضة فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة فلما فقدناها وجدنا فقدها ثم كنا نخبط الخبط بقسينا ونسفه ونشرب عليه من الماء حتى سمينا جيش الخبط ثم أخذنا على الساحل فإذا دابة ميتة مثل الكثيب يقال لها العنبر فقال أبو عبيدة ميتة لا تأكلوا ثم قال جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله ونحن مضطرون فأكلنا منه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة واصطنعنا منه وشيقة قال ولقد جلس ثلاثة عشر رجلا منا في موضع عينه وأقام أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فرحل أجسم بعير من أباعر القوم فأجازه تحته فلما قدمنا على رسول الله قال ما حسبكم قال كنا نبتغي عيرات قريش فذكرنا له شأن الدابة فقال إنما هو رزق رزقكموه الله أمعكم منه شيء قلنا نعم قال أخبرنا عفان بن مسلم ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه أن يبعث معهم رجلا يعلمهم السنة والإسلام قال فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال هذا أمين هذه الأمة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا شعبة ووهيب بن خالد قالا أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا إن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ووهب بن جرير ويحيى بن عباد وعفان بن مسلم قالوا أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق عن صلة بن زفر العبسي عن حذيفة أن ناسا من أهل نجران أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ابعث معنا رجلا أمينا قال لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين حق أمين قالها ثلاثا فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح قال أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال جاء السيد والعاقب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله ابعث معنا أمينا فقال سأبعث معكم أمينا حق أمين قال فتشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني سليمان بن بلال قال وأخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح قال أخبرنا روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن نقش خاتم أبي عبيدة بن الجراح كان الخمس لله قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا سليمان بن المغيرة قال أخبرنا ثابت قال قال أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير على الشام يا أيها الناس إني امرؤ من قريش وما منكم من أحد أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه تمنوا فتمنوا فقال عمر بن الخطاب لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح قال سفيان فقال له رجل ما ألوت الإسلام فقال ذاك الذي أردت قال أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا سعيد بن أبي عروبة قال سمعت شهر بن حوشب يقول قال عمر بن الخطاب لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت سمعت نبيك يقول هو أمين هذه الأمة قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا ثابت بن الحجاج قال قال عمر بن الخطاب لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وما شاورت فإن سئلت عنه قلت استخلفت أمين الله وأمين رسوله قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة أن أبا عبيدة بن الجراح قال وددت أني كبش فذبحني أهلي فأكلوا لحمي وحسوا مرقي قال أخبرنا معن بن عيسى قال عرضنا على مالك بن أنس أن عمر بن الخطاب أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف درهم وأربعمائة دينار وقال للرسول انظر ما يصنع قال فقسمها أبو عبيدة قال ثم أرسل إلى معاذ بمثلها وقال للرسول مثل ما قال فقسمها معاذ إلا شيئا قالت امرأته نحتاج إليه فلما أخبر الرسول عمر قال الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المدني عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال بلغني أن معاذ بن جبل سمع رجلا يقول لو كان خالد بن الوليد ما كان بالبأس ذو كون وذلك في حصر أبي عبيدة بن الجراح قال وكنت أسمع بعض الناس يقول فقال معاذ فإلي أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك والله إنه لمن خير من على الأرض قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال أخبرنا سليمان بن بلال عن أبي عبد العزيز الربذي عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري من بني غنم بن مالك بن النجار عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة أن أبا عبيدة بن الجراح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل وذلك عام عمواس قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الحارث عن خالد بن معدان عن عرباض بن السارية قال دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات فيه وهو يموت فقال غفر الله لعمر بن الخطاب رجوعه من سرغ ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد والحرق شهيد والهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة وذات الجنب شهيدة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة بن الجراح فقال كان رجلا نحيفا معروق الوجه خفيف اللحية طوالا أجنأ أثرم الثنيتين قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن رجال من قوم أبي عبيدة أن أبا عبيدة بن الجراح شهد بدرا وهو بن إحدى وأربعين سنة ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة يوم مات بن ثمان وخمسين سنة وكان يصبغ رأسه ولحيته بالحناء والكتم قال محمد بن عمر وقد روى أبو عبيدة عن عمر بن الخطاب وهي أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا موسى وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر وهاجر سهيل إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر سهيل وصفوان ابنا بيضاء من مكة إلى المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم قالوا وشهد سهيل بدرا وهو بن أربع وثلاثين سنة وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة إلى تبوك فقال يا سهيل فقال لبيك فوقف الناس لما سمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حرمه الله على النار ومات سهيل بعد رجوع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك بالمدينة سنة تسع وليس له عقب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مصعب بن ثابت عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد قال أخبرنا يحيى بن عباد وسعيد بن منصور قالا حدثنا فليح بن سليمان قال أخبرنا صالح بن عجلان عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها أمرت بجنازة سعد بن أبي وقاص أن يمر به عليها قال فمر به في المسجد فبلغها أن الناس أكثروا في ذلك فقالت ما أسرع الناس إلى القول والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال أخبرنا سفيان بن عيينة قال سمعت بن جدعان يحدث عن أنس قال كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وسهيل بن بيضاء قال محمد بن عمر وتوفي سهيل وهو بن أربعين سنة‏.‏

 صفوان بن بيضاء

وهي أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا عمرو وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر قالوا وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى وقتلا يوم بدر جميعا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محرز بن جعفر عن جعفر بن عمرو قال قتل صفوان بن بيضاء طعيمة بن عدي قال محمد بن عمر هذه رواية وقد روي لنا أن صفوان بن بيضاء لم يقتل يوم بدر وأنه قد شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وليس له عقب ابن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا سعد وأمه زينب بنت ربيعة بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي هكذا قال أبو معشر ومحمد بن عمر هو معمر بن أبي سرح وقال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد بن السائب الكلبي هو عمرو بن أبي سرح وكان له من الولد عبد الله وأمه أمامة بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر وعمير وأمه ابنة عبد الله بن الجراح أخت أبي عبيدة بن الجراح وهاجر معمر بن أبي سرح إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر معمر بن أبي سرح من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وشهد معمر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان‏.‏

 عياض بن زهير

ابن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر ويكنى أبا سعد وأمه سلمى بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عياض بن زهير من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قالوا وشهد عياض بن زهير بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وليس له عقب‏.‏

 عمرو بن أبي عمرو

ابن ضبة بن فهر من بني محارب بن فهر ويكنى أبا شداد ذكره أبو معشر ومحمد بن عمر فيمن شهد عندهما بدرا وقال موسى بن عقبة عمرو بن الحارث فحملنا أن أبا عمرو كان يسمى الحارث فهو في رواية موسى بن عقبة أيضا ممن شهد بدرا ولم يذكره محمد بن إسحاق في كتابه ولم نجد له ذكرا فيما كتبنا عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي من نسب بني محارب بن فهر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عمرو بن أبي عمرو من مكة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قال أخبرنا محمد بن عمر قال وشهد عمرو بن أبي عمرو بدرا وهو بن اثنتين وثلاثين سنة ومات سنة ست وثلاثين ستة نفر فجميع من شهد بدرا من المهاجرين الأولين من قريش وحلفائهم ومواليهم في عدد محمد بن إسحاق ثلاثة وثمانون رجلا وفي عدد محمد بن عمر خمسة وثمانون رجلا‏.‏

طبقات البدريين من الأنصار

الطبقة الأولى من الأنصار ممن شهد بدرًا

وشهد بدرا من الأنصار وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة وهو العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة وهو الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد واسمه درا بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ واسمه عامر وسمي سبأ لأنه أول من سبى السبي وكان يدعى عبد شمس من حسنه بن يشجب بن يعرب وهو المرعف بن يقطن وهو قحطان وإلى قحطان جماع اليمن فمن نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم هكذا كان ينسبه هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه ويذكر عن أبيه أنه أدرك أهل النسب والعلم ينسبون قحطان إلى إسماعيل بن إبراهيم ومن نسبه إلى غير ذلك قال قحطان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم وأم الأوس والخزرج قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة وكان حضن سعدا عبد حبشي يسمى هذيما فغلب عليه فيقال سعد بن هذيم قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي هكذا كان أبي محمد بن السائب وغيره من النساب ينسبون قيلة فشهد بدرا من الأنصار ممن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره من الأوس من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو النبيت بن مالك بن الأوس‏.‏

 سعد بن معاذ

ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ويكنى أبا عمرو وأمه كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهي من المبايعات وكان لسعد بن معاذ من الولد عمرو وعبد الله وأمهما هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وهي من المبايعات خلف عليها سعد بعد أخيه أوس بن معاذ وهي عمة أسيد بن خضير بن سماك وكان لعمرو بن سعد بن معاذ من الولد تسعة نفر وثلاث نسوة منهم عبد الله بن عمرو قتل يوم الحرة ولسعد بن معاذ اليوم عقب أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال كان إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير على يد مصعب بن عمير العبدري وكان مصعب قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العقبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويقرئهم القرآن بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم سعد بن معاذ لم يبق في بني عبد الأشهل أحد إلا أسلم يومئذ فكانت دار بني عبد الأشهل أول دار من الأنصار أسلموا جميعا رجالهم ونساؤهم وحول سعد بن معاذ مصعب بن عمير وأبا أمامة أسعد بن زرارة إلى داره فكانا يدعوان الناس إلى الإسلام في دار سعد بن معاذ وكان سعد بن معاذ وأسعد بن زرارة ابني خالة وكان سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير يكسران أصنام بني عبد الأشهل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم وعن بن أبي عون قالا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص قال وأما محمد بن إسحاق فقال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعد بن معاذ وأبي عبيدة بن الجراح فالله أعلم أي ذلك كان قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن قدامة عن عمر بن الحصين قال كان لواء الأوس يوم بدر مع سعد بن معاذ وشهد سعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وثبت معه حين ولى الناس وشهد الخندق قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي قال أخبرنا أبو المتوكل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحمى فقال من كانت به فهي حظه من النار فسألها سعد بن معاذ ربه فلزمته فلم تفارقه حتى فارق الدنيا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبيه عن جده عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وثيد الأرض ورائي تعني حس الأرض فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى الأرض قالت فمر سعد وهو يرتجز ويقول‏:‏ لبثت قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت وعليه درع قد خرجت منه أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وفيهم عمر بن الخطاب رحمه الله وفيهم رجل عليه تسبغة له تعني المغفر قالت فقال لي عمر ما جاء بك والله إنك لجرئة وما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت ساعتئذ فدخلت فيها قالت فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله قالت فقال ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله قالت ويرمي سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له بن العرقة بسهم فقال خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فدعا الله سعد فقال اللهم لا تمتني حتى تشفيني من قريظة وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية قالت فرقأ كلمه تعني جرحه وبعث الله تبارك وتعالى الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بمن معه بتهامة ولحق عيينة بمن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد بن معاذ في المسجد قالت فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم وعلى ثناياه النقع فقال أقد وضعت السلاح فو الله ما وضعت الملائكة السلاح بعد اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل قالت فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني غنم وهم جيران المسجد فقال لهم من مر بكم قالوا مر بنا دحية الكلبي وكان دحية تشبه لحيته وسنة وجهه بجبريل عليه السلام قالت فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فقال لهم رسول الله انزلوا على حكم سعد بن معاذ فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار عليه إكاف من ليف وحف به قومه فجعلوا يقولون يا أبا عمر حلفاؤك ومواليك وأهل النكابة ومن قد علمت ولا يرجع إليهم شيئا حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال قد أنى لي أن لا أبالي في الله لومة لائم قال بن سعد فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال عمر سيدنا الله فقال أنزلوه فأنزلوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله قالت ثم دعا الله سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك قالت فانفجر كلمه وقد كان برأ حتى ما يرى منه شيء إلا مثل الخرص ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قال فقلت فكيف كان رسول الله يصنع قالت كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو أخذ بلحيته قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عاصم بن عمر بن قتادة قال فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه ملك أو قال جبريل حين استيقظ فقال من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء قال لا أعلم إلا أن سعدا أمسى دنفا ما فعل سعد قالوا يا رسول الله قد قبض وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم قال فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم خرج ومعه الناس فبت الناس مشيا حتى إن شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم وإن أرديتم لتقع عن عواتقهم فقال له رجل يا رسول الله قد بتت الناس قال فقال إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد عن زيد بن أسلم عن عائشة قالت رئي سعد بن معاذ في بعض تلك المواطن وعلى عاتقه الدرع وهو يقول‏:‏ لا بأس بالموت إذا حان الأجل قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال رمي سعد بن معاذ في أكحله فلم يرقإ الدم حتى جاء النبي عليه السلام فأخذ بساعده فارتفع الدم إلى عضده قال فكان سعد يقول اللهم لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة قال فنزلوا على حكمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم احكم فيهم فقال إني أخشى يا رسول الله أن لا أصيب فيهم حكم الله ثم قال احكم فيهم قال فحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت فيهم حكم الله ثم عاد الدم فلم يرقأ حتى مات رضي الله تعالى عنه قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال لما كان يوم قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا سيدكم يحكم في عبيده يعني سعد بن معاذ فقال له احكم فقال أخشى ألا أصيب فيهم حكم الله قال احكم فحكم فقال أصبت حكم الله ورسوله قال أخبرنا عفان بن مسلم ويحيى بن عباد وهشام أبو الوليد الطيالسي قالوا أخبرنا شعبة قال أنبأني سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري أن أهل قريظة لما نزلوا على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم فقال يا سعد إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال لقد حكمت فيهم بحكم الملك قال عفان الملك وقال يحيى وأبو الوليد الملك وقول عفان أصوب قال حدثنا يحيى بن عباد وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله عليه السلام إلى سعد بن معاذ فأتي به محمولا على حمار وهو مضنى من جرح أصابه في الأكحل من يده يوم الخندق قال فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أشر علي في هؤلاء قال إني أعلم أن الله قد أمرك فيهم بأمر أنت فاعل ما أمرك الله به قال أجل ولكن أشر علي فيهم فقال لو وليت أمرهم قتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم وقسمت أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعناه اخرج إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين قال هاهنا وأشار إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال فأخبرني أبي أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية والنساء وتقسم أموالهم قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال قال أبي فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن قال سمعت عامر بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال لما حكم سعد بن معاذ في بني قريظة أن تقتل من جرت عليه المواسي وأن تقسم أموالهم وذراريهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن سعدا كان قد تحجر كلمه للبرء قالت فدعا سعد فقال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك وإن كنت قد وضعت الحرب فيما بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتتي فيها قال ففجر من ليلته قال فلم يرعهم ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الدم الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد جرحه يعذو دما فمات منها قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرني معاذ بن محمد عن عطاء بن أبي مسلم عن عكرمة عن بن عباس قال لما انفجرت يد سعد بالدم قام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقه والدم ينفح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته لا يريد أحد أن يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم الدم إلا ازداد منه رسول الله قربا حتى قضى قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل من الأنصار قال لما قضى سعد في بني قريظة ثم رجع انفجر جرحه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه خرجت رجلاه وكان رجلا أبيض جسيما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال السلام عليك يا رسول الله أما إني أشهد أنك رسول الله فلما رأى أهل سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه في حجره ذعروا من ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل سعد لما رأوك وضعت رأسه في حجرك ذعروا من ذلك فقال استأذن الله من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد قال وأمه تبكي وهي تقول‏:‏ # ويل أمك سعدا حزامة وجدا فقيل لها أتقولين الشعر على سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فغيرها من الشعراء أكذب أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة وكانت تداوي الجرحى فكان النبي عليه السلام إذا مر به يقول كيف أمسيت وإذا أصبح قال كيف أصبحت فيخبره حتى كانت الليلة التي نقله قومه فيها فثقل فاحتملوه إلى بني عبد الأشهل إلى منازلهم وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يسأل عنه وقالوا قد انطلقوا به فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فأسرع المشي حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا عن أعناقنا فشكا ذلك إليه أصحابه يا رسول أتعبتنا في المشي فقال إني أخاف أن تسبقنا الملائكة إليه فتغسله كما غسلت حنظلة فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت وهو يغسل وأمه تبكيه وهي تقول‏:‏ ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نائحة تكذب إلا أم سعد ثم خرج به قال يقول له القوم أو من شاء الله منهم يا رسول الله ما حملنا ميتا أخف علينا من سعد فقال ما يمنعكم من أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا وقد سمى عدة كثيرة لم أحفظها لم يهبطوا قط قبل يومهم قد حملوه معكم أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي سفيان بن أسلم بن حريس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على الباب نريد أن ندخل على أثره فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في البيت أحد إلا سعد مسجي قال فرأيته يتخطى فلما رأيته وقفت وأومأ إلي قف فوقفت ورددت من ورائي وجلس ساعة ثم خرج فقلت يا رسول الله ما رأيت أحدا وقد رأيتك تتخطى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدرت على مجلس حتى قبض لي ملك من الملائكة أحد جناحيه فجلست ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هنيئا لك أبا عمرو هنيئا لك أبا عمرو هنيئا لك أبا عمرو أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد تقول‏:‏ ويل أم سعد سعدا جلادة وجدا فقال عمر بن الخطاب مهلا يا أم سعد لا تذكري سعدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فكل باكية مكذبة إلا أم سعد ما قالت من خير فلم تكذب أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا ليث بن سعد قال أخبرنا أبو الزبير عن جابر قال رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه رسول الله بالنار فانتفخت يده فنزفه فحسمه أخرى أخبرنا عفان بن مسلم وكثير بن هشام قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة قال حدثني سماك قال سمعت عبد الله بن شداد يقول دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن سعد بن إبراهيم قال لما أخرج سرير سعد قال ناس من المنافقين ما أخف جنازة سعد أو سرير سعد فقال رسول الله لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد أو سرير سعد ما وطئوا الأرض قبل اليوم قال وحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل فقبض ركبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ملك فلم يكن له مكان فأوسعت له قال وأمه تبكي وهي تقول‏:‏ ويل أم سعد سعدا براعة ونجدا بعد أياد يا له ومجدا مقدما سد به مسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل البواكي يكذبن إلا أم سعد قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا أبي قال سمعت الحسن قال لما مات سعد بن معاذ وكان رجلا جسيما جزلا جعل المنافقون وهم يمشون خلف سريره يقولون لم نر كاليوم رجلا أخف وقالوا أتدرون لم ذلك ذاك لحكمه في بني قريظة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع قال بلغني أنه شهد سعد بن معاذ سبعون ألف ملك لم ينزلوا إلى الأرض وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ضم صاحبكم ضمة ثم فرج عنه أخبرنا إسماعيل بن أبي مسعود قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماوات وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا الأرض قبل ذلك ولقد ضم ضمة ثم أفرج عنه يعني سعد بن معاذ أخبرنا شبابة بن سوار قال أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا قال لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو قائم عند قبر سعد لقد ضغط ضغطة أو همز همزة لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا ميمون أبو حمزة عن إبراهيم النخعي أن النبي عليه السلام مد على قبر سعد ثوبا أو مد وهو شاهد أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي أمام جنازة سعد بن معاذ أخبرنا محمد بن عمر عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن شيوخ من بني عبد الأشهل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل جنازة سعد بن معاذ من بيته بين العمودين حتى خرج به من الدار قال محمد بن عمر والدار تكون ثلاثين ذراعا أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال كنت أنا ممن حفر لسعد قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قترة من تراب حتى انتهينا إلى اللحد قال ربيح ولقد أخبرني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد يوم دفن ففتحها بعد فإذا هي مسك رجع الحديث إلى حديث أبي سعيد الخدري قال فطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فرغنا من حفرته ووضعنا اللبن والماء عند القبر وحفرنا له عند دار عقيل اليوم وطلع رسول الله علينا فوضعه عند قبره ثم صلى عليه فلقد رأيت من الناس ما ملأ البقيع أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن الحضير وأبو نائلة سلكان بن سلامة وسلمة بن سلامة بن وقش ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على قدميه فلما وضع في قبره تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبح ثلاثا فسبح المسلمون ثلاثا حتى ارتج البقيع ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا وكبر أصحابه ثلاثا حتى ارتج البقيع بتكبيره فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل يا رسول الله رأينا بوجهك تغيرا وسبحت ثلاثا قال تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها ثم فرج الله عنه قال محمد بن عمر فحدثني غير إبراهيم بن الحصين أن سعدا غسله الحارث بن أوس بن معاذ وأسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش يصب الماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر فغسل بالماء الغسلة الأولى والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور ثم كفن في ثلاثة أثواب صحارية أدرج فيها إدراجا وأتي بسرير كان عند النبيط يحمل عليه الموتى فوضع على السرير فرئي رسول الله يحمله بين عمودي سريره حين رفع من داره إلى أن خرج قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن الحصين وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة القرظي قال جاءت أم سعد بن معاذ تنظر إلى سعد في اللحد فردها الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فأقبلت حتى نظرت إليه وهو في اللحد قبل أن يبنى عليه اللبن والتراب فقالت أحتسبتك عند الله وعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره وجلس ناحية وجعل المسلمون يردون تراب القبر ويسوونه وتنحى رسول الله فجلس حتى سوي على قبره ورش عليه الماء ثم أقبل فوقف عليه فدعا له ثم انصرف أخبرنا خالد بن مخلد البجلي وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قالا أخبرنا محمد بن موسى بن أبي عبيد الله مولى الفطريين قال أخبرنا معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي قال دفن سعد بن معاذ إلى أس دار عقيل بن أبي طالب أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت ما كان أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أو أحدهما من سعد بن معاذ أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عتبة بن جبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال كان سعد بن معاذ رجلا أبيض طوالا جميلا حسن الوجه أعين حسن اللحية فرمي يوم الخندق سنة خمس من الهجرة فمات من رميته تلك وهو يومئذ بن سبع وثلاثين سنة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن بن عمر قال اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا قال إنما يعني السرير قال إنما تفسخت أعواده قال ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره فاحتبس فلما خرج قيل له يا رسول الله ما حبسك قال ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز عرش الله لموت سعد بن معاذ أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأنصاري وروح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالوا أخبرنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز العرش لموت سعد أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان الأنصار يتلقون أهليهم فلقوا أسيد بن الحضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي فقلت غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم ما لك وأنت تبكي على امرأة قالت فكشف رأسه وقال صدقت لعمري ليحقن أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قالت قلت وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ قالت وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت يزيد بن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأم سعد بن معاذ ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اهتز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ فرحا به قال قوله فرحا به تفسير من الحسن أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه عن حذيفة قال لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز العرش لروح سعد بن معاذ أخبرنا حفص بن عمر الحوضي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي قالا أخبرنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جدته رميثة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات اهتز له عرش الرحمن أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا يزيد بن الأصم قال لما توفي سعد بن معاذ وحملت جنازته قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد اهتز العرش لجنازة سعد بن معاذ أخبرنا وكيع بن الجراح قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي عليه السلام أتي بثوب حرير فجعل أصحابه يتعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين قالا أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير فجعلنا نلمسه ونتعجب منه فقال رسول الله أيعجبكم هذا قلنا نعم قال فمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا قال عبيد الله وألين وقال الفضل أو ألين أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس بن مالك وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم فقال لي من أنت قال قلت أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال فقال إنك بسعد لشبيه ثم بكى وأكثر البكاء ثم قال يرحم الله سعدا كان سعد من أعظم الناس وأطولهم ثم قال بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر دومة فبعث إلى رسول الله بجبة من ديباج منسوجا بالذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون من هذه الجبة فقالوا يا رسول الله ما رأينا قط أحسن منها قال فو الله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون وأخوه‏.‏